سورة الكهف [18:1]
سورة الكهف
ترتيبها في القرآن (18)، وترتيبها في النّزول (69).
فضل سورة الكهف: عن أبي الدرداء، عن النبي ﷺ قال: «من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال» رواه مسلم، وأبو داود، والنسائي، والترمذي.
وعن أبي الدرداء، عن النبي ﷺ قال: «من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف عصم من فتنة الدجال» رواه مسلم، والإمام أحمد، والنسائي.
﴿ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِىٓ أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ ٱلْكِتَٰبَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُۥ عِوَجَا﴾:
انظر إلى كيف ختم الله سبحانه سورة الإسراء بقوله: ﴿وَقُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِى لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا﴾، وكيف بدأ سورة الكهف بقوله: ﴿ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِىٓ أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ ٱلْكِتَٰبَ﴾، وكما بدأت سورة الكهف بالحمد لله؛ فقد سبقتها فاتحة الكتاب بالحمد لله، وسورة الأنعام، وسوف يأتي بعد سورة الكهف سورة سبأ، وسورة فاطر، وكلاهما بدأتا بالحمد لله أيضاً؛ فيكون مجموع السّور الّتي بدأت بالحمد خمس سور. ارجع إلى سورة الحمد، الآية (1)؛ للبيان.
فالحمد لله حمداً مطلقاً على ما أنعمه علينا من النّعم، وعلى نعمة الإسلام، والهداية إلى الصّراط المستقيم، والحمد لله في سورة الأنعام؛ لأنّه خلق السّموات والأرض، وجعل الظّلمات والنّور، وأمّا الحمد لله في سورة الكهف؛ لأنّه أنزل على عبده الكتاب، والحمد لله في سورة سبأ؛ لأنّ له ما في السّموات، وما في الأرض، وله الحمد في الآخرة أيضاً، والحمد لله في سورة فاطر؛ لأنّه خلق الملائكة الّذين يحفظون لنا أعمالنا، ويكتبوها.
﴿ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ﴾: ارجع إلى سورة الفاتحة، آية (2)؛ للبيان.
﴿ٱلَّذِىٓ﴾: اسم موصول مختص بالمفرد المذكر.
﴿أَنزَلَ﴾: أي: جملة واحدة (دفعة واحدة) أنزل الكتاب (أي: القرآن) من اللوح المحفوظ إلى السّماء الدّنيا سماه كتاباً لكونه مكتوباً في اللوح المحفوظ، ومكتوباً في السّطور.
﴿عَلَىٰ عَبْدِهِ﴾: على: تفيد العلو؛ على عبده محمّد ﷺ.
﴿عَبْدِهِ﴾: الهاء: تدل على التّشريف.
﴿ٱلْكِتَٰبَ﴾: القرآن الكريم، ودخول (ال) التعريف؛ للدلالة على أنّه كتاب تام، وكامل. ارجع إلى سورة البقرة، آية (2)؛ لمزيد من البيان.
﴿وَلَمْ يَجْعَل لَّهُۥ عِوَجَا﴾: أي: مستقيماً لا عوج فيه منذ البداية لم يجعل له عوجاً لا في اللفظ، ولا في المعنى، ولم يقل: ولم يجعل فيه عوجاً؛ لكان من المحتمل أنّ هذا العوج حدث للقرآن في زمان ما ثمّ زال عنه، وهناك من المفسرين من قال: هناك تقديم وتأخير في هذه الآية؛ لأنّها قد تقرأ الحمد لله الّذي أنزل على عبده الكتاب قيماً لا عوج له، وقدم كلمة عبده على الكتاب للاهتمام.
﴿عِوَجَا﴾: بصيغة النّكرة؛ لتشمل كلّ أنواع العِوج؛ أي: خالٍ من أي عوج مهما كان.
وهناك فرق بين العِوج: بكسر العين، والعَوج: بفتح العين.
فالعِوج: بكسر العين أكثر ما تستعمل في سياق المعاني، والكلام، والدين.
والعَوج: بفتح العين في سياق الأشياء الحسية؛ مثل: حائط، عصا...