سورة الحج [22:1]
سورة الحج
ترتيبها في القرآن (22)، وترتيبها في النّزول (103).
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُوا۟ رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ ٱلسَّاعَةِ شَىْءٌ عَظِيمٌ﴾:
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ﴾: يا أداة نداء للبعيد، الهاء للتنبيه، النّاس: مشتقة من النّوس، الحركة الدّائمة، والنّاس تشمل الإنس والجن، وغالباً يأتي معها كلمة الرّب؛ لأنّ الرّب هو الخالق والمربي والمدبر والرّازق.
﴿ٱتَّقُوا۟ رَبَّكُمْ﴾: بامتثال طاعة أوامره واجتناب نواهيه، اجعلوا بينكم وبين سخط وغضب القهار والجبار وقايةً. ثمّ يخبر سبحانه عن بعض أهوال السّاعة.
﴿إِنَّ زَلْزَلَةَ ٱلسَّاعَةِ﴾: إنّ حرف مشبه بالفعل يفيد التّوكيد، زلزلة السّاعة، السّاعة؛ أي: ساعة تهدم النّظام الكوني الحالي، وهي الزّلزلة المذكورة في قوله: ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ ٱلْأَرْضُ زِلْزَالَهَا﴾ [الزّلزلة:1]، وزلزلة: مصدر مشتق من الفعل: زلزل؛ أي: زل زل: إذا زل في الطين، أو وقع من مكانه فهناك زل الأولى، وزل الثّانية فهناك وقوع أوّل ووقوع ثانٍ، أو زلزلتان: الزلة الثانية ليست استمراراً للأولى وإنما زلة جديدة؛ أي: هناك زلزلة متكررة، ولكن باتجاه معاكس كما يحدث في حوادث الاصطدام: يتحرك الجسم في السّيارة بسرعة السّيارة، فعندما يحاول السّائق إيقاف السّيارة فجأة يندفع جسمه ويرتطم بزجاج مقدمة السّيارة، والزلزلة رغم تكررها فهي ليست على شدة أو نموذج واحد.
والزّلزلة تحدث نتيجة اصطدام الألواح القارية المشكلة لقشرة الأرض اليابسة، وتسمّى: الصفائح القارية، وهي مشكلة من (12) لوحاً بينها شقوق، فحينما تتحرك هذه الألواح وتصطدم ببعضها تؤدي إلى الزّلازل والبراكين والدّمار الهائل إذا كانت شديدة، وهذا ما سيحدث عند قيام الساعة.
﴿شَىْءٌ عَظِيمٌ﴾: شيء مخيف مروع، ارجع إلى سورة الزّلزلة (1) لمزيد من البيان.
وسمّيت بزلزلة السّاعة؛ لأنّها تحدث بعد النّفخة الأولى (نفخة الفزع)، أو حين تبدأ الساعة يومها.