سورة الفرقان [25:1]
سورة الفرقان
ترتيبها في القرآن السورة (25)، وأما ترتيبها في النّزول فهي (41) بعد سورة يس.
﴿تَبَارَكَ ٱلَّذِى نَزَّلَ ٱلْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِۦ لِيَكُونَ لِلْعَٰلَمِينَ نَذِيرًا﴾:
﴿تَبَارَكَ﴾: ارجع إلى الآية (1) من سورة الملك للبيان.
﴿ٱلَّذِى﴾: اسم موصول يفيد التعظيم يعود على الله سبحانه.
﴿نَزَّلَ ٱلْفُرْقَانَ﴾: ولم يقل: أنزل، نزّل: تعني منجماً على دفعات خلال (23) عاماً، بينما أنزل: تعني جملة واحدة، وكان ذلك في ليلة القدر من اللوح المحفوظ إلى السّماء الدّنيا. الفرقان: القرآن وسُمِّي الفرقان؛ لأنّه فرَّق بين الحق والباطل والهدى والضّلال والحلال والحرام، والفرقان: صفة (نعت) أو اسم للقرآن على وزن فعلان، وهو في الأصل مصدر لفعل فرَّق يفرِّق، وقد يطلق على التّوراة، وعلى كلّ ما يفرِّق بين الحق والباطل كقوله تعالى: ﴿يَوْمَ ٱلْفُرْقَانِ﴾ [الأنفال:41] أيْ: يوم بدر.
﴿عَلَىٰ عَبْدِهِۦ﴾: على: تفيد العلو والسمو، عبده: محمّد ﷺ والعبودية لله شرف وعزة. وإضافة هاء الضمير تزيد رسول الله ﷺ شرفاً.
﴿لِيَكُونَ﴾: اللام: لام التعليل والتوكيد، وتعود على الفرقان أو العبد أو كلاهما.
﴿لِلْعَٰلَمِينَ﴾: اللام لام الاختصاص، العالمين: جمع عَالَم والعوالم: منها عالم الملائكة والإنس والجن والحيوان والنبات والجماد، ومعظم العوالم إلا الإنس والجن عوالم مسخرة وليست مخيَّرة، فالإنذار لا يشملها.
﴿نَذِيرًا﴾: من الإنذار وهو الإعلام المقرون بالتحذير والتخويف. نذيراً: أيْ: يكون محمد ﷺ للعالمين نذيراً، وقد تعود على القرآن أيْ: يكون هذا القرآن نذيراً للعالمين أو كلاهما معاً. ولم يقل: بشيراً ونذيراً: حذف بشيراً؛ لأن سياق الآيات القادمة تتحدث عن الّذين كفروا وأنكروا نزول القرآن وأنه أساطير الأولين. وتقديم للعالمين: للحصر أيْ: للإنس والجن خاصة نذيراً بدلاً من القول ليكون نذيراً للعالمين.