سورة سبأ [34:1]
سورة سبأ
سورة سبأ هي السّورة رقم (34) في ترتيب المصحف، أمّا في النزول فقد كانت السّورة (5).
﴿ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِى لَهُۥ مَا فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِى ٱلْأَرْضِ وَلَهُ ٱلْحَمْدُ فِى ٱلْءَاخِرَةِ وَهُوَ ٱلْحَكِيمُ ٱلْخَبِيرُ﴾:
﴿ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ﴾: ارجع إلى الآية (2) من سورة الفاتحة، وسورة الأنعام لبيان معنى الحمد، وسورة سبأ هي إحدى السور الخمسة التي افتتحت بالحمد لله: وهي الفاتحة والأنعام والكهف وسبأ وفاطر.
﴿ٱلَّذِى لَهُۥ مَا فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِى ٱلْأَرْضِ﴾: الّذي: اسم موصول يفيد المفرد المذكر، والمجيء بالّذي هنا يفيد التّعظيم؛ لأنّ له ما في السّموات وما في الأرض، لم يقل الحمد لله من له، الّذي: أخص من (من)؛ أي: الذي أكثر تحديداً ووضوحاً، فالّذي تستعمل للأخص المعلوم، له ما في السّموات وما في الأرض: ارجع إلى الآية (2) من سورة إبراهيم.
﴿وَلَهُ ٱلْحَمْدُ فِى ٱلْءَاخِرَةِ﴾: تكرار وله الحمد يفيد التّوكيد والاستمرار، وأنّ حمده لا ينقطع في الدّنيا ولا في الآخرة، والحمد في الآخرة: أكبر وأعظم، يحمده أولياؤه أصحاب الجنان، أمثلة على ذلك: ﴿ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِى صَدَقَنَا وَعْدَهُۥ﴾ [الزّمر:74]، ﴿ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِى هَدَىٰنَا لِهَٰذَا﴾ [الأعراف:43]، ﴿ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِىٓ أَذْهَبَ عَنَّا ٱلْحَزَنَ﴾ [فاطر:34]، له ما في السّموات وما في الأرض؛ أي: له وحده، اللام لام الاختصاص والملكية.
﴿وَلَهُ ٱلْحَمْدُ﴾: تقديم الجار والمجرور له يفيد الاختصاص والحصر؛ أي: له الحمد وحده عز وجل لا لغيره.
﴿وَهُوَ﴾: ضمير فصل يفيد التّوكيد.
﴿ٱلْحَكِيمُ﴾: مشتقة من الحكم فهو أحكم الحاكمين، ومن الحكمة فهو أحكم الحكماء في خلقه وشرعة وكونه. ارجع إلى سورة البقرة آية (129) لمزيد من البيان.
﴿ٱلْخَبِيرُ﴾: العليم ببواطن الأمور: مثل السّر والنّجوى وخائنة الأعين وما تخفي الصّدور، الخبير بأحوال كونه وعباده وخلقه.