سورة فاطر [35:1]
سورة فاطر
ترتيبها في القرآن (35)، وترتيبها في النّزول (42) نزلت بعد سورة الفرقان.
﴿ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ جَاعِلِ ٱلْمَلَٰٓئِكَةِ رُسُلًا أُو۟لِىٓ أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلَٰثَ وَرُبَٰعَ يَزِيدُ فِى ٱلْخَلْقِ مَا يَشَآءُ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ﴾:
﴿ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ﴾: الحمد أعم من الشكر، والحمد كالحمد على صفاته الذاتية كالعلم, والقدرة, والحمد على تفضله على العالمين حمداً مطلقاً دائماً وتاماً على نعمه الظّاهرة والباطنة وأهمها نعمة الإيمان والإسلام والقرآن، نِعمُه الّتي لا تعد ولا تحصى، وسورة فاطر إحدى السور الخمسة التي بدأها سبحانه وتعالى بالحمد، وهذه السور هي: الفاتحة، والأنعام، والكهف، وسبأ، وفاطر. ارجع إلى سورة الفاتحة الآية (2) وسورة الكهف الآية (1) لمزيد من البيان. لله: اللام لام الاختصاص والاستحقاق، الله: الاسم الدّال على ذاته سبحانه الدّال على واجب الوجود، والجامع لجميع صفاته وأسمائه، والّذي تفرد به وحده واختصه لنفسه.
﴿فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ﴾: بعد الافتتاح بالحمد يُذكر الله بعظمته وقدرته على فطر السّموات والأرض وخلق الملائكة بأجنحة مختلفة العدد، فاطر السّموات والأرض: أيْ: خالق السّموات والأرض ابتداءً أيْ: هو الّذي أوجدهما وأظهرهما، على غير مثال سابق وفاطر اسم فاعل من فعل فطر: أيْ: شق يقال: تفطَّر الشّجر: إذا تشقق بالورق, والفطر: الإبداع. ارجع إلى سورة الأنعام الآية (10) لمزيد من البيان.
فكونه فاطر السّموات والأرض فهو يستحق الحمد والعبادة، وكذلك تسخيرهما يعدُّ من أكبر النّعم الرّبانية.
﴿جَاعِلِ ٱلْمَلَٰٓئِكَةِ رُسُلًا﴾: إلى الأنبياء والرّسل، ورسلاً لتدبير أمور الخلق وتصريف الرّياح والسّحاب وكتابة أعمال الخلق ورعايتهم والدّعاء والاستغفار للمؤمنين، وقد خلقهم الله تعالى من نور، فهم مخلوقات نورانية لا تأكل ولا تشرب ولا تنام ومطهرون من الشّهوات لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.
﴿أُو۟لِىٓ أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلَٰثَ وَرُبَٰعَ﴾: ومن صفاتهم الخلقية الّتي يخبرنا الله بها أنّ لهم أجنحة يتفاوتون في أعدادها، أولي: أيْ: أصحاب أجنحة مثنى، وثلاث، ورباع، ويعني: ذلك جماعة من الملائكة ذوو جناحين، وجماعة ذوو ثلاثة أجنحة، وجماعة ذوو أربعة أجنحة؛ أي: اثنين اثنين، وثلاثة ثلاثة، وأربعة أربعة، ولا يعني: ملك واحد له جناحين، أو ثلاثة، أو أربعة أجنحة.
﴿يَزِيدُ فِى ٱلْخَلْقِ مَا يَشَآءُ﴾: يزيد الله في الخلق ما يشاء من أجنحة، يزيد في صور وأشكال خلقه من طول قامة وشعر، وألوان وحواس وقوة وصفات وراثية غير متشابهة.
فقد أخرج البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنّ رسول الله ﷺ رأى جبريل n وله ستمئة جناح، والآية مطلقة تتناول كلّ زيادة في الخلق.
﴿إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ﴾: قدير: صيغة مبالغة على وزن فعيل, وأبلغ من قادر. ارجع إلى سورة البقرة الآية (20) للبيان.