سورة محمد [47:1]
سورة محمد
سورة محمد ﷺ [الآيات 1 - 11]
ترتيبها في القرآن (47) وترتيبها في النزول (95).
﴿ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ وَصَدُّوا۟ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَٰلَهُمْ﴾:
المناسبة: انتهت سورة الأحقاف بقوله تعالى: ﴿بَلَٰغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا ٱلْقَوْمُ ٱلْفَٰسِقُونَ﴾ وابتدأت سورة محمد ﷺ بقوله: ﴿ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ وَصَدُّوا۟ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ﴾ يدل على تطابق نهاية السورة مع بداية السورة التالية لها.
أسباب النزول: كما رُوي عن ابن عباس نزلت في كفار مكة ﴿ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ وَصَدُّوا۟ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ﴾ ﴿وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَءَامَنُوا۟ بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ﴾ (هم الأنصار) وقيل في رواية: نزلت في كفار مكة الذين خرجوا لغزوة بدر، وسمُّوا المطعمين.
والمهم بعموم اللفظ وليس بخصوص السّبب؛ فالحديث عن الكفار عامة، وعن الذين آمنوا عامة.
﴿ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟﴾: أيْ: جحدوا بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر.
﴿وَصَدُّوا۟ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ﴾: أيْ: صرفوا ومنعوا غيرهم من الدّخول في الإسلامَ، أو حاربوا دين الله لكي يشوهوا صورته أو سمعته للآخرين.
وسبيل الله: دين الله (وهو الإسلام)، كما قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلْإِسْلَٰمُ﴾ [آل عمران:19].
﴿أَضَلَّ أَعْمَٰلَهُمْ﴾: من معاني الضلال النسيان والضياع والهلاك والإبطال أيْ: أبطل أعمالهم وأحبطها فلا ثواب لها ولا جزاء، أو جعلها ضالة، أيْ: لا ثواب لها ولا جزاء أو أجر. بسبب كفرهم بالله تعالى والكفر من محبطات العمل الصالح.
وقد تعني: أبطل كيد الّذين كفروا وصدوا النّاس عن الدّخول في الإسلام.
وأضل أعمالهم: أصلها الغيبة والاضمحلال، أيْ: أضاع أعمالهم.