سورة القمر [54:1]
سورة القمر
ترتيبها في القرآن (54) وترتيبها في النزول (37).
﴿ٱقْتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلْقَمَرُ﴾:
سبب النّزول: أخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أنس أنّ أهل مكة سألوا رسول الله ﷺ أن يريهم آية تدل على صدق نبوته فأراهم القمر شقتين حتى رأوا جبل حراء بينهما.
وفي رواية ابن عباس قال: اجتمع المشركون إلى رسول الله ﷺ فقالوا: إن كنت صادقاً فشق لنا القمر فرقتين، فقال لهم رسول الله ﷺ: إن فعلت تؤمنون؟ قالوا: نعم، فسأل رسول الله ﷺ ربه أن يُعطيه ما قالوا فانشق القمر شقين أو نصفين، ورسول الله ﷺ ينادي: يا فلان ويا فلان اشهدوا. وذلك بمكة قبل الهجرة. رواه البخاري، وذكره السيوطي في الدر.
﴿ٱقْتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ﴾: الساعة تعني: ساعة: هي لحظة تهدم ودمار النظام الكوني الحالي وزوال السموات والأرض, والذي يعقبه البعث, والحشر للحساب, والجزاء, وقد عدها الإمام الغزالي والقرطبي فبلغت حوالي خمسين اسماً، كما قال ابن حجر العسقلاني في فتح الباري منها: الحاقة, الطامة, الصاخة, الواقعة, الحسرة, الغاشية, الأزفة.... وغيرها.
﴿وَٱنشَقَّ ٱلْقَمَرُ﴾: ارجع إلى سورة إبراهيم آية (33) وسورة يونس آية (5) للتعريف بالقمر. وبما أنّ القمر انشق على زمن الرّسول ﷺ فقد اكتشفت الدّراسات الجيولوجية الحديثة أنّ هناك شقوق على سطح القمر يبلغ طولها أحياناً (125) كم، وعمقها (400) متر على شكل قنوات لا زالت الأبحاث تدرس هذه الآيات الكونية التي تدل على عظمة الله وقدرته وصدق نبوة محمّد ﷺ، فانشقاق القمر من أهم معجزات الرسول ﷺ، وكذلك من أشراط الساعة أو (الأمارات أو العلامات) والدالة على قرب وقوعها رغم مضي أكثر من ألف وأربعمئة عام، والجواب على ذلك لأن الباقي من أمر الدنيا قليل بالنسبة لما مضى فيها واقتراب الساعة بتقدير علم الله سبحانه وليس بتقدير البشر.