سورة القلم [68:1]
سورة القلم
وتسمَّى سورة (ن) ترتيبها في القرآن (68) وترتيبها في النّزول من أوائل السّور، قيل: نزلت بعد سورة العلق (اقرأ) وسورة المزمل والمدثر أيْ: ترتيبها في النزول (4).
ورُوِيَ عن ابن عبّاس أنها نزلت بعد سورة اقرأ (العلق) أيْ: ثاني سورة نزلت، ثمّ نزل بعدها المزمل والمدثر.
﴿نٓ وَٱلْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ﴾:
﴿نٓ﴾: من الحروف المتقطعة التي وردت في أوائل السّور وهذه الحروف التي عددها (14) حرفاً من حروف الهجاء التسع والعشرون والتي جمعت في جملة (نص حكيم قاطع له سر) أو (نص حكيم له سر قاطع) استأثر الله سبحانه بعلمها ارجع إلى الآية (1) من سورة البقرة للبيان. وقيل: (ن) الدّواة (المحبرة) والدّواة في عالمنا الحاضر قد تشمل الآلة الكاتبة والكمبيوتر وكلّ أدوات الطّباعة. وقيل: (ن) الحوت الأزرق الذي التقم يونس وبقي في فمه. ارجع إلى سورة الصافات آية (42) للبيان.
ورُوِيَ عن ابن عبّاس: إنّ أول شيء خلقه الله القلم، ثمَّ قال: اكتب ما هو كائن من الأقدار والأعمال والآثار والأرزاق والآجال، وما سيجري في الكون والخلق، فجرى بما يكون من ذلك اليوم إلى يوم القيامة أو إلى أن تقوم السّاعة.
﴿وَٱلْقَلَمِ﴾: الواو واو القسم ولا يقسم الله سبحانه إلا بشيء عظيم وهو غني عن القسم والقسم يشير إلى أهمية المقسم به وأهمية جواب القسم، أقسم الله تعالى بالقلم والقلم اسم جنس، القلم الذي يُكتب به وهو أوّل شيء خلقه الله تعالى والقلم يشمل آلات الكتابة والطباعة والكمبيوتر، وما يُخط به وما يخرج لنا العلم في كلّ يوم من مخترعات حلت محل القلم.
﴿وَمَا يَسْطُرُونَ﴾: ما لغير العاقل، يسطرون: يخطون ويكتبون، ما تكتبه الملائكة الحفظة من أعمال بني آدم، أو كل ما يكتبه العباد؛ لأنهم مسؤولون عما يسطرون.
ما: اسم موصول بمعنى الذي يسطرونه أو مصدرية بمعنى مسطورهم.
وفي هذه الآية إشارة إلى عظم نعمة القلم وانتشار العلم والمعارف بين الأفراد والأمم ووسيلة من هم وسائل البيان، كما قال تعالى: ﴿ٱلرَّحْمَٰنُ عَلَّمَ ٱلْقُرْءَانَ خَلَقَ ٱلْإِنسَٰنَ عَلَّمَهُ ٱلْبَيَانَ﴾ [الرحمن:1-4].
وجواب القسم قيل: ما أنت بنعمة ربك بمجنون، وقيل: الثّلاث آيات (2) ما أنت بنعمة ربك بمجنون، (3) وإن لك أجراً غير ممنون، (4) وإنّك لعلى خلق عظيم.