سورة القيامة [75:1]
سورة القيامة
ترتيبها في القرآن (75) وترتيبها في النّزول (31).
﴿لَآ أُقْسِمُ بِيَوْمِ ٱلْقِيَٰمَةِ﴾:
﴿لَآ أُقْسِمُ بِيَوْمِ ٱلْقِيَٰمَةِ﴾: لنعلم أن الله سبحانه وتعالى غني عن القسم، والقسم إنما يشير إلى عظمة وأهمية المقسم به وجواب القسم: كما قال تعالى:
﴿ فَلَآ أُقْسِمُ بِمَوَٰقِعِ ٱلنُّجُومِ﴾ [الواقعة:75].
﴿لَآ أُقْسِمُ بِهَٰذَا ٱلْبَلَدِ﴾ [البلد:1].
﴿فَلَآ أُقْسِمُ بِرَبِّ ٱلْمَشَٰرِقِ وَٱلْمَغَٰرِبِ﴾ [المعارج:40].
﴿فَلَآ أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ﴾ [الحاقة:38].
﴿فَلَآ أُقْسِمُ بِٱلشَّفَقِ﴾ [الانشقاق:16].
﴿فَلَآ أُقْسِمُ بِٱلْخُنَّسِ﴾ [التكوير:15].
ويوم القيامة: يوم يقوم الناس لرب العالمين؛ أي: يبعثوا من قبورهم للحساب والجزاء، ويوم القيامة له أسماء كثيرة منها: يوم الحشر، يوم الجمع، يوم التلاق... وغيرها.
فقد جاءت (لا) أقسم في ثماني آيات، وجاءت لا قبل فعل القسم (أقسم) في كل هذه الآيات واختلف علماء النحو في إعراب (لا)، فمنهم من قال: (لا) زائدة يمكن حذفها، وتفيد زيادة توكيد القسم فمعنى لا أقسم بيوم القيامة؛ أي: أقسم بيوم القيامة بالتوكيد.
ومنم من قال: (لا) النافية لما قبلها أي: نافية لأمر ذكر قبل القسم مثل إنكارهم للبعث والحساب والحشر أيْ: (لا) ليس الأمر كما تنكرونه وأقسم بما تنكرونه. أو لا أقسم بذلك الأمر إلا إعظاماً له.
أو للتأكيد عن طريق النفي كقولك: لا أحتاج أن أوصيك بفلان.
ومنهم من قال: (لا) النافية لما بعدها: مثل قوله تعالى: ﴿لَآ أُقْسِمُ بِهَٰذَا ٱلْبَلَدِ﴾ [البلد:1].
﴿بِيَوْمِ ٱلْقِيَٰمَةِ﴾: يوم: ظرف زمان، القيامة: يوم البعث من القبور والبعث سيكون من الأرض الجديدة مصدر قام يقوم وأدخل عليها التّاء للمبالغة، وسمِّيت بذلك لقيام النّاس لرب العالمين، كقوله تعالى: ﴿يَوْمَ يَقُومُ ٱلنَّاسُ لِرَبِّ ٱلْعَٰلَمِينَ﴾ [المطففين:6] أو لما يقوم فيها من الأهوال والأحداث العظام، وورد هذا الاسم يوم القيامة في سبعين آية من آيات القرآن الحكيم.